Kitaplar
رائد الشباب

 النبات والأشجار لابد وأن يكون في كل حفنة تراب تكونت من الذرات الترابية التي كأنها ذرة واحدة بتماثلها وتجانسها معامل ومصانع دقيقة عدد أنواع الأشجار والنباتات والأزهار والثمار، أو أن تكون لها قدرة معجزة توجد من العدم وعلم يحيط بجميع نواحيها.. وإما أن تؤدي هذه الوظائف تحت إمرة العالم بكل شيء وإذنه.

      نعم، كما أنه لو ذهب رجل جاهل أعمى لم يمارس الأمور إلى أوروبا ودخل معاملها ومصانعها وصار يعمل في كل حقل من حقول الصناعة بدقة ويصنع أشياء تحير العقول لم يشك أحد له شعور في أن هذا الرجل لا يعمل ما يعمل من تلقاء نفسه، وإنما يعمله بتعليم من أستاذ عليم له خبرة في كل شيء.

وأيضاً، كما أنه لو كان رجل أعمى زمن لا يمكنه القيام وممارسة الأعمال وقعد في دكان صغير وليس لديه سوى حجر صغير وعظم وشيء من القطن يسير ومع هذا يصدر من ذلك الدكان أرطال السكر وملفات الأجواخ وألوف أحجار المعادن والأثواب الأنيقة المزينة والأطعمة الشهية؛ أفلا يقول كل من له عقل: إن هذا الرجل ما هو إلا حاجب لمن له مصنع يصنع هذه المعجزات أو خادم له؛ فكذلك كل ذرة من ذرات الهواء مكتوب صمداني وصنع رباني ومعجزة القدرة الإلهية، وتنقلها في النباتات والأشجار والأزهار والثمار وتطورها إنما هو بأمر الصانع ذي الجلال والفاطر الكريم ذي الجمال وإرادته.

وأيضاً، كل ذرة من الذرات الترابية إنما هي معمل ومطبعة وخزينة، كما أنها لافتة مكتوب عليها أسماء الله تعالى، وانبثاق السنابل والأشحار من البذور التي كأنها قصيدة تحمل في طياتها المدح والثناء على الله تعالى

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat