فالطريق الأول: الذي تشير إليه كلمة ﴿وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ هو طريق الذين خاضوا اوحال الطبيعة وتبنوا أفكارها السقيمة، وقد رأيتم مدى صعوبة السلوك فيه.
والطريق الثاني: الذي تشير إليه كلمة ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ هو طريق من يحيل الخلق والإيجاد إلى الأسباب، ويعتقد أن لها تأثيراً كالحكماء المشائين وطريق من يريد أن يصل إلى الحقائق ومعرفة الواجب تعالى بعقله وفكره وحده.
وأما الطريق الثالث: المشار اليه بـ﴿اَلَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَليْهِمْ﴾ فهو الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم، وهو الطريق الأقصر والأسهل والمفتوح لكل من أراد سلوكه وهو طريق سماوي طريق رحماني طريق النور.