Kitaplar
رائد الشباب

 في تلك الحالة الأولى في تلك المفازة الشاسعة أيضاً، ورأيت كأني أساق في طريق آخر إلى الجانب الآخر في الأرض، إلا أن في هذه المرة كانت سياحتي هذه على وجه الأرض لا في جوفها، فرأيت في هذه السياحة من العجائب والغرائب ما لا يمكن أن أصفه، فكانت البحار تكفهر في وجهي، والأعاصير تعصف بي، وكل شيء يعاديني. وكانت الأشلاء هنا وهناك مبعثرة، وكان من نجى في قلة قليلة. ولكني تغلبت على المصاعب، وقطعت تلك المسافة بآلة منحت لي من خزينة القرآن الكريم. فوصلت إلى الجانب الآخر فرأيت شمسها ترسل أشعتها المشرقة وهوائها اللطيف يمرح بالأرواح، فأخذت بالشكر والثناء، وصرت أرسل نظري إلى هذا العالم اللطيف الذي يذكر الجنة. ولكن رأيت وكأني أزاح من هنا أيضاً، فنظرت فإذا بي في تلك الظلمات وفي تلك المفازة الموحشة، ورأيت مختلف المصاعد تظهر في الأفق؛ فمنها ما هو على شكل الطائرة، ومنها ما هو على شكل السيارة، ومنها ما هو على شكل الزنبيل، ومن يقفز لواحد من هؤلاء على حسب استعداده ويركبه يعرج إلى العلى. وقفزت أنا أيضاً وركبت واحداً منها فإذا أنا في ظرف دقيقة واحدة فوق السحب، فصعدت على جبل هناك أخضر في غاية الحسن والجمال، ولم يتأثر هذا الجبل بتلك السحب حيث إنها لم تصل إلى منتصفه، ويلتقي هناك في كل مكان أجمل ما يكون من الهواء والماء والضياء، ونظرت فإذا غرف مبثوثة هنا وهناك، يا لمنظرها الخلاب!. وكنت قد رأيت تلك الغرف في سفرتي قبل إلا أنني ما اهتديت إليها، وما هذه المصاعد التي رأيتها إلا تجليات آيات القرآن الحكيم.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat