أفلاطون وأرسطو،[1] وما سمعته من الأصوات التي اختفت بعد هي أصوات أمثال ابن سينا والفارابي.

نعم، كنت أسمع بعضاً من أقوال ابن سينا ودساتيره ثم كانت تنقطع تماماً. فيدل على أنه قد غرق. واستجابة لأشواقك شرحت بعضاً من هذه الواقعة الخيالية. والآن أعود إلى سياحتي.

وفي أثناء سياحتي هذه قدم لي شيئان: أحدهما كهرباء يدوية تبدد الظلمات المتكاثفة في جوف الارض. وثانيهما آلة تثقب الجبال وتكسر الصخور وتفتح الطريق أمامي. وهمس في أذني آنذاك بأن هذه الكهرباء اليدوية والآلة الثاقبة منحتا لك من خزينة القرآن الكريم.

 وبعد سياحة طويلة نظرت فإذا بي قد وصلت إلى الجانب الآخر الذي أردته فرأيت هناك الواحات الخضر والماء العذب لا ظلام ولا سحاب. الشمس شارقة، والهواء النسيمي يفرح النفوس والأرواح. فقلت: {اَلْحَمْدُ ِللهِ} ثم تفكرت فأحسست بأني لست مالكاً لنفسي، وأني في حالة امتحان. وبعد هذا رأيت نفسي في

________________________________________________________________

[1] - إن قلت: ماذا تكون أنت حتى تبرز إلى ميدان هؤلاء المشاهير؟ فبما أنك كذبابة تتدخل في شان طيران طير الصقر؟

أقول: بما أن لي أستاذاً أزلياً مثل القرآن، فلا أحتاج في سبيل الحق والمعرفة إلى أن أعرف فضلاً يوازي جناح ذبابة للأصقر الذين هم تلامذة الفلسفة الضالة والعقل المبتلي بالأوهام. فمهما كنت أحط منهم؛ فكذلك أستاذهم أحط من أستاذي بألف درجة. فإن المادة التي هم غرقوا فيها لم تند قدمي بقوة وفضل أستاذي.. نعم، إن موطفاً حاملاً لأوامر ملك صاحب جلالة يمكنه أن يفعل أعمالاً أكبر مما يفعله مشير كبير لملك صغير ضئيل القوة.