Kitaplar
رائد الشباب

 الطواغيت ﴿فَمَنْ يَكْفْرُ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 256).

وقد قلت في الرسالة المسماة بـ(اللمعات) التي ما هي بنظم ولكنها تشبه النظم: قصة خيالية تخيلته تلك الأيام التي غيرت خطتي فيها وتركت الاشتغال بالفلسفة تخيلتها حينما كنت أتفكر في المناهج الثلاثة التي يشير إليها آخر سورة الفاتحة وهو: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (الفاتحة: 7).

وأريد أن أذكرها هنا بهذه المناسبة توضيحاً للمقام. وهي:

إني رأيت نفسي في مفازة شاسعة سماؤها كانت مطبقة بالسحاب والظلمات لا هواء ولا ضياء ولا ماء فيها، والسباع والوحوش تجول هنا وهناك، فخطر على قلبي أنه يوجد في الجانب الآخر من الأرض ما يلزم لحياة الإنسان من الهواء والضياء والماء، ولابد لي من الذهاب الى هناك، وكنت أراني أساق إلى هناك في تحت الأرض اضطراراً، ومررت بأخدود تشبه أخدود القطار تحت الجبال، وجرت سياحتي تحت الأرض، وكنت أحس بأنه قد جرت سياحات كثيرة تحت الأرض قبلي حيث يوجد آثار الأقدام فى كل مكان، وكنت أسمع أصوات بعض منهم في بادئ الأمر. ثم بعد ذلك خلت تلك الأصوات.

يا من يرافقني في هذه السياحة الخيالية! إن المراد من تلك المفازة التي رأيتها هي الطبيعة، والمراد بالأخدود هو الطريق الذي يذهب إلى الحقيقة والذي تسلكه الفلاسفة، وما رأيت من آثار الأقدام هي آثار أقدام

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat