Kitaplar
رائد الشباب

 فقد ادعت طائفة من الفلاسفة أن الحق سبحانه وتعالى موجب بالذات، فأنكرت الاختيار الذاتي له تعالى، وكذبت جميع أفراد الكائنات التي تشهد عليه. فسبحان الله كيف تنكر هذه الفلسفة العمياء اختيار الله تعالى وبين يديها هذه الأدلة القاطعة؟ فهذه الكائنات من ذراتها إلى شموسها بنظمها وحكمها وموازينها تشهد عليه وتعلنه.

وادعت طائفة أخرى أن علم الله تعالى لا يتعلق بالجزئيات، فنفوا إحاطة علم الله تعالى، ولم يبالوا بشهادة الموجودات الصادقة على أنه تعالى عليم بكل شيء ومحيط به.

وأيضاً إن الفلسفة تعتقد بأن للأسباب تأثيراً، وإن الطبيعة هي المبدعة للأشياء. وقد قلنا في (المقالة الثانية والعشرين) ما معناه: إن الفلسفة لا ترى توقيع الله تعالى الكائن على كل شيء فتحيل خلقه وإيجاده على الطبيعة التي لا حول لها ولا قوة ولا حس ولا شعور. وتسند إليها بعض الموجودات التي تحمل في طياتها ألوف الحكم، والتي هي مكتوبات صمدانية.

وأيضاً إن الفلسفة لما لم تر باب الحشر والآخرة اللذين يبرهن عليهما الحق سبحانه وتعالى بأسمائه وتشهد عليهما الكائنات بأفرادها وسلسلة النبوة بحقائقها والكتب السماوية بآياتها أنكرت الحشر والآخرة، واعتقدت أن الأرواح قديمة غير حادثة. هذا بعض مما تقوله الفلسفة. ولك أن تقيس عليه أشباهه. وقد تبين من هذا أن الشياطين اختطفوا عقول هؤلاء الفلاسفة بمنقار (أنا) ومخالبه ورمتها في أودية الضلالة، فـ(أنا) في العالم الصغير (الإنسان) كالطبيعة في العالم الكبير كلاهما من

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat