Kitaplar
رائد الشباب

 بواجب الوجود والصعود في سلالم الربوبية، فأطلقوا سراح الأنانية في أودية الشرك، وفتحوا باب الميدان لعباد الأسباب والأوثان والطبيعة والكواكب، وسدوا باب العجز والضعف والفقر والاحتياج التي هي مندمجة في ماهية البشر، وأغلقوا طرق العبودية، وتوغلوا في أوحال الطبيعة، فلم يتخلصوا من الشرك، ولم يهتدوا إلى الحق سبيلاً.

أما النبوة فترى أن غاية الإنسانية ووظيفتها هو التخلق بالأخلاق الإلهية والسجايا السامية والاعتراف بالفقر والعجز والاحتماء بحمى القدرة والإحساس بزلة القدم والتماس العفو والرضا من الله تعالى. والفلسفة التي لا تستند إلى الدين بما أنها أضلت الطريق وأخذت حبلها على غاربها صارت تطرق باب كل نوع من أنواع الضلال والشرك، وتربي تلك الشجرة الخبيثة فأضلت الغالبية العظمى من البشر وحادت بهم عن سواء السبيل.

ومما قدمته تلك الشجرة الخبيثة في غصن القوة الشهوية لأنظار البشر هو حنظلة الأصنام والآلهة، لأن الفلسفة تحبذ القوة وتتخذها أساساً لسلوكها فتؤمن بمبدأ (الحكم للغالب) ومبدأ (الحق في القوة). [1] وتصفق للظلم والعدوان، وتشجع الطغاة والظلمة، وتحض الجبابرة حتى يدعوا الربوبية.

وأيضاً إن الفلسفة لا تؤمن بأن الحسن والجمال أثر لصانع الكائنات وتجليات جماله، بل تؤمن بأن حسن الشيء ذاتي، فتقول: يا له من حسن

______________________________________________

[1] - مبدأ النبوة يقول: إن القوة في الحق، وليس الحق في القوة. وبذلك يردع الظالم، ويحقق العدالة.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat