Kitaplar
رائد الشباب

 حسب الظاهر بإذن من مالكها. ووجوده ظل لحقيقة الواجب الوجود. وأنه ميزان لمعرفة صفات الخالق والأصفياء والأولياء الذين هم في هذه السلسلة نظروا إلى (أنا) من هذه الجهة، وفهموا الحقيقة، وفوضوا الملك جميعه إلى الله تعالى، وحكموا بأن لا شريك ولا نظير له لا في ملكه ولا في ربوبيته ولا في ألوهيته، ولا يحتاج إلى معين ووزير، بيده مقاليد كل شيء، وهو على كل شيء قدير. ولبست الأسباب سوى حجب ظاهرية، والطبيعة شريعة فطرية ومجموعة قوانين ومصدرة للقدرة. فـ(أنا) من هذا الوجه وضيئ حي وبذرة ذات مغزى منه خلق الله تعالى شجرة العبودية، وزين جميع فئات الناس بأغصانها الوضيئة، وبدد بها ظلمات العصور الماضية، وأثبت بأنها -أي العصور- ليست مقبرة لأولئك الذين فارقوا الحياة الدنيا، كما تعتقده الفلسفة، وانما هي محط وطريق إلى السعادة الأبدية وسلم إلى الصعود إلى الملأ الأعلى. وروضة استجام للذين تركوا عبأ الحياة وذهبوا إلى ربهم.

والوجه الذي ينظر إلى الفلسفة هو منشأ العصيان والضلال، لأن الفلسفة تنظر إلى (أنا) بالمعنى الأسمى، وتعتقد بأن وجوده قائم بذاته، وأنه يعمل على حساب نفسه، وأنه موجود وجوداً حقيقياً وليس ظلاً، وأن له حقاً في الحياة، وأنه المالك الحقيقي في دائرة تصرفه، وأن له حيقة ثابتة، وأن وظيفته التسامي الذاتي الناشئ من حب الذات. إلى آخر ما تعتقده من الأوهام والخرافات المستندة إلى الأصول الفاسدة والأسس المنهارة. كما أوضحناه في كثير من رسائلنا، لا سيما في (المقالة الثانية عشر، والخامسة والعشرين). ويعتقد حتى دهاة الفلاسفة كأفلاطون وأريسطو وابن سينا والفارابي أن الغاية القصوى للإنسانية هو التشبه

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat