Kitaplar
رائد الشباب

 والفراعنة والشدادين في وجه البشر،[1] وتربى في غصن القوة الشهوية حناظل الآلهة والأصنام، هذا جانب سلسلة الفلسفة.

وأما جانب سلسلة النبوة تلك الشجرة الطيبة فكما ينبت في غصن قوتها العقلية الأنبياء والمرسلون والأولياء والصديقون كذلك ينبت في غصن قوتها الدافعة ثمرة عدول الحكام والملوك وفي غصن قوتها الجاذبة ذوو الأخلاق الحسنة والمروئة والكرم الذين يبرهنون على أن الإنسان هو الثمرة الوحيدة لشجرة الكون.

ويجب علينا أن نمعن النظر حتى نعرف مصدر تينك السلسلتين نعرف أن مصدرهما هو (أنا) ذو الوجهين. وبيان ذلك أن (أنا) له وجهان:

أحدهما ينظر إلى النبوة.

والآخر ينظر إلى الفسفة.

فالوجه الذي ينظر إلى النبوة هو منشأ العبودية المحضة، يعنى (أنا) من هذه الجهة يعلم أنه عبد الله تعالى لابد أن يكون في عبادته وطاعته، وأن وجوده مثل وجود الحرف، أي يدل على معنى في غيره، ووجوده ليس قائماً بذاته بل بالغير. ويعلم أن مالكيته للأشياء وهمية، وإنما يتملكها

____________________________________________________________

[1]  - نعم، إن الذي أرضع الفراعنة والنمارد وسبب في تكوينهم كانت الفلسفة القديمة لـ(مصر وبابل) القديمين التي كانت قد ارتقت إلى درجة السحر أو توهم أنها سحر لما أنها كانت غير شاملة؛ فكذلك إن الذي ولد الآلهة في عقول اليونان القديم وولد الأصنام هو منقع الفلسفة الطبيعية ووحلها.

نعم، إن الإنسان الذي لا يرى نور الله بتوسط ستار الطبيعة يمنح كل شيء نوع ألوهية ويسلطه على رأسه.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat