Kitaplar
رائد الشباب

 ويمده بالحياة يعد ظلاماً دامساً، ويتلون بألوان ما في النفس، فتنصبغ الحكمة بصبغة الصدف والعبث، لأن لون (أنا) في هذه الحالة هو لون الشرك، وتعطيل الكون عن الصانع، وإنكار ألوهية الله تعالى، والكون وإن كان مملوءاً بمصابيح الهدى إلا أن النقطة السوداء التي هي في (أنا) تطفئ تلك المصابيح أمام الأنظار. ولقد شرحنا في (المقال الحادي عشر) كيف أن الماهية الإنسانية وأنانيتها ميزان دقيق وفهرس تام وخريطة مفصلة ومفكرة للكون شرحناه شرحاً وافياً. فليراجع.

وإذا عرفت هذه المقدمة فاعلم أن في تاريخ البشرية سلسلتين تسلسلتا منذ زمن آدم u إلى عصرنا هذا، وقد عمتا جميع فئات الناس وطبقاتهم:

أحدهما؛ سلسلة النبوة والدين،

والأخرى؛ سلسلة الفلسفة والحكمة.

وحينما امتزجت هاتان السلسلتان وصارت الفلسفة تابعة للدين وخادمة له عاش مجتمع الإنسانية في صفاء ورخاء. وحينما افترقتا اجتمع الخير والنور حول النبوة، وتكتلت الشرور والضلالات حول الفلسفة. نعم، حينما أبت الفلسفة أن تكون تابعة للدين وخادمة له عادت الفلسفة شجرة خبيثة تبث حولها ظلمات الشرك والضلالة، وتعطى من غصن القوة العقلية حناظل الدهريين والمادييين والطبيعيين، وتضعها في أيدي عقول البشر، وترمي من غصن القوة الغضبية حناظل النمارد

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat