Kitaplar
رائد الشباب

  مثلاً: يعرف المرأ بربوبيته الموهومة التي يتصورها في دائرة ملكه ربوبية الله تعالى في دائرة الممكنات، ويدرك بمالكيته السطحية مالكية الله تعالى الحقيقية، فيتصور بأنه كما أني مالك لهذه الدار، فكذلك خالق الكائنات مالك لدار الكائنات. ويدرك بواسطة علمه الجزئي علم الله تعالى الكلي، وبصنعته التي تعلمها صنعة الله البديعة. ويقول كما أنشئت هذه الدار وجعلت لها نظاماً فكذلك يوجد من أنشأ دار هذه الدنيا، وجعل لها نظامها البديع. وهكذا إلى آخر ألوف الأسرار والصفات المندرجة في (أنا) التي تشير إلى الصفات الإلهية.

فاذاً (أنا) شعرة حساسة من حبل جسم الإنسان الجسيم، وخيط دقيق من ثوب حقيقة البشر، وألف من كتاب شخصية ابن آدم. ولـ(أنا) وجهان:

وجه ينظر إلى الخير والوجود ويقبله، ولكن لا يفعله، لأن يده قصيرة لا تملك قدرة الإيجاد. ووجه ينظر إلى الشر والعدم ويفعله، وماهية (أنا) هذه حرفية تابعة للغير، وربوبيته خيالية، ووجوده ضعيف جداً لا يتحمل أي شيء، فهو كميزان الحرارة وميزان الهواء وغيرهما من الموازين التي يعرف بها مقادير الأشياء. فبميزان (أنا) تعرف الصفات المحيطة المطلقة للواجب الوجوب.

فالذي يعرف ماهية (أنا) على هذا الوجه ويذعن له ويعمل بمقتضاه يكون من الذين يبشرهم الله تعالى بقوله: ﴿قَدْ اَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ (الشمس: 9) ويكون قد أدى الأمانة بحقها، وعرف بمنظار (أنا) ماهية الكائنات وما وظيفتها، ويقيس سائر المعلومات التي يتلقاها على (أنا) فتكون علوماً فيها النور والحكمة لا ظلام ولا عبثية. وحينما أدّت (أنا) وظيفتها

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat