Kitaplar
رائد الشباب

 (اعلم أن مفتاح العالم في يد الإنسان وفي نفسه. فالكائنات مع أنها مفتحة الأبواب منغلقة. فالحق سبحانه أودع من جهة الأمانة في الإنسان مفتاحاً يفتح به كل أبواب العالم وطلسماً يفتح به كنـز خلاق الكون. والمفتاح ما فيك من (أنا) إلا أن (أنا) أيضاً معمى مغلق وطلسم منغلق. فإذا فتحت (أنا) بمعرفة ماهيته الموهومة انفتح لك الكائنات).

نعم، إن الله جل جلاله أعطى الإنسان (أنا) ليصيره واحداً قياسياً على سبيل الفرض والتوهم لا على سبيل العلم حتى يفهم أوصاف الربوبية.

ولعلك تتسائل عن حكمة جعل (أنا) مقياساً لمعرفة صفات الحق وأسمائه؟

والجواب: آنه لما لم يكن حدود ونهايات للشيء المطلق والمحيط المطلق، لا يعطى له أي شكل، ولا يتعين بوجه من الوجوه، ولا تدرك ماهيته. مثلاً: كما لا تدرك ماهية الضياء المطلق، ولا يحس بوجودها إلا إذا خط خط من الظلام الحقيقي أو الوهمي؛ فكذلك صفات الحق مثل (العلم والقدرة)، وأسماؤه مثل (الحكيم والرحيم) بما أنها محيطة لا حدود لها ولا مثيل، لا يحكم عليها، ولا تعرف ما هي، ولا تدرك، فيلزم لذلك خط فرضي وهي الأنانية، فإنها تتصور لنفسها ربوبية خيالية وملكاً وقدرة وعلماً، وتضع بينها وبين الصفات المحيطة حدوداً فرضية، فتقول من هنا إلى هناك لي ومن بعده هو لتلك الصفات، فتهيأ لإدراك معرفة الصفات شيئاً فشيئاً بما عندها من الموازين.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat