Kitaplar
رائد الشباب

 ذي الجمال والاشتياق إلى الصعود إلى مقام الحضور للصانع ذي الكمال.

والناحية الثانية هي مقام الحضور والخطاب والانتقال من الأثر إلى المؤثر، فيرى أن الصانع ذا الجلال يعرف نفسه بمعجزات صنعته فيقابله بالإيمان والمعرفة. ثم يرى أن له رباً رحيماً يريد أن يحبب نفسه بثمار رحمته فيحبب نفسه إليه تعالى بتخصيص عبادته وحصر حبه له. ثم يرى أن منعماً كريماً يربيه بلذائذ نعمه المادية والمعنوية فيقابله بالشكر والحمد بفعله وحاله وقاله حتى لو أمكن بكل حواسه وأجهزته. ثم يرى أن جليلاً جميلاً يظهر في مرآة هذه الموجودات كبريائه وكماله وجلاله وجماله ويجلب إليها الأنظار فيقابله بقول: {اَللهُ اَكْبَرُ، سُبْحَانَ اللهِ} ويسجد  متفانياً وبكل حيرة ومحبة. ثم يرى أن غنياً مطلقاً يظهر في سخاء مطلق ثروته وكنـزه الذي لا يفنى فيطلب منه ويسأله بكمال الافتقار في تعظيم وثناء.

 ثم يرى أن ذلك الفاطر ذا الجلال جعل الأرض معرضاً يشهر فيه جميع مصنوعاته القيمة الأثرية فيقابله مقدراً لها قدرها بقوله: (مَا شَاءَ اللهُ) ومستحسناً لها بقوله: (تَبَارَكَ اللهُ) ومتحيراً أمامها بقوله: (سُبْحَانَ اللهِ) ومستملحاً لها بقوله: (اَللهُ اَكْبَرُ). ثم يرى أن واحداً أحداً يختم على الموجودات كلها خاتم التوحيد بسكته التي لا تقلد وبخاتمه وطرته الخاصة به، وينقش عليها آيات التوحيد، وينصب راية التوحيد في آفاق العالم، ويعلن ربوبيته فيقابله بالتصديق والإيمان والتوحيد والإذعان والشهادة والعبودية. إن الإنسان يصير أنساناً حقاً بمثل هذه العبادة والتفكر، ويرى

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat