Kitaplar
رائد الشباب

 ويطعمه العسل من حشرة سامة ليس هو اقتداره الذاتي، وإنما هو بتسخير رباني وإكرام رحماني له هو ثمرة ضعفه.

فيا أيها الإنسان! إذا كان الواقع كذلك فاترك الغرور والأنانية وأعلن أمام باب الألوهية عجزك وضعفك بلسان الاستمداد وفقرك وحاجتك بلسان التضرع والدعاء وبين أنك عبد الله قائلاً: ﴿حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (ال عمران: 73)  ثم ارتق في مدارج العلى.

ولا تقل: إني لست بشيء وليست لي أية أهمية فكيف يسخر لي الحكيم المطلق هذا الكون عن قصد وعناية ويطلب مني شكراً مطلقاً؟

فإنك وإن كنت بحسب نفسك وصورتك بمثابة العدم إلا إنك بحسب وظيفتك ورتبتك متفرج بدقة وإمعان في هذا الكون العظيم، ولسان بليغ ينطق باسم الموجودات الحكيمة، وقارئ يطالع عن فهم كتاب هذا الكون، وناظر ذو حيرة في هذه الموجودات المسبحات، ومعمار كريم لهذه المصنوعات العابدة.

نعم، أيها الإنسان! إنك من جهة جسمك النباتي ونفسك الحيوانية جزء صغير وجزء حقير ومخلوق فقير وحيوان ضعيف تسير في غضون أمواج الموجودات المدهشة التي تضرب بك يميناً وشمالاً، إلا أنك سلطان تنور بنور الإيمان الذي يتضمن ضياء المحبة الإلهية، وتكمل بالتربية الإسلامية، سلطان من حيث إنسانيتك في عبوديتك، وكلي ضمن جزئيتك، وعالم في غضون صغرك وناظر، دائرة نظرك واسعة، ولك مستوى عال يحق لك أن تقول سببه: إن ربي الرحيم جعل لي هذه الدنيا بناء، وجعل لها القمر نوراً

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat