Kitaplar
رائد الشباب

 الواسع تسبيحات الموجودات، فيشهد على ذلك ويطلع على ما تمده الرحمة الإلهية من إنعامه وآلائه فيشكر عليها، ويعاين معجزات القدرة الربانية في هذه المصنوعات فيتفكر فيها وينظر إليها بنظر العبرة.

فيا عابد الدنيا وعاشق الحياة الفانية الغافل عن سر أحسن تقويم! استمع إلى هذه الواقعة الخيالية التي تتمثل فيها حقيقة حياة الدنيا تلك الواقعة الخيالية التي رآها السعيد الأول فحولته إلى السعيد الثاني.

وهي: إني رأيت نفسي وكأني مسافر أسافر -أي أرسل- إلى مكان بعيد، وكان سيدي قد خصص لي مقدار ستين ديناراً يمنحني منها كل يوم شيئاً حتى أتيت ملهى انفقت فيه في ليلة واحدة على مائدة الميسر، وفي سبيل الشرف عشرة دنانير فأصبحت صفر اليد لم اتجر بشيء ولم آخذ أي شيء مما سيلزم لي في ذلك المكان الذي أنا متجه نحوه، ولم يبق في يدي سوى الآلام والآثام والجروح والأكدار التي نتجت عن اللهو واللعب. وبينما كنت في تلك الحالة الكثيبة إذ خرج علي رجل فقال: أنفقتَ جميع رأس مالك سدًى وصرتَ مستحقاً للعذاب، وستذهب إلى البلد الذي تريده خاوي اليد، إلا أن باب التوبة مفتوح لم يغلق بعد، فإن كان لك عقل فلابد من أن تدخر بنصف ما تحصل عليه مما بقي لك من الدنانير الخمسة عشر أي لابد أن تشتري بعضاً مما سيلزم لك في المكان الذي تقصده، فاستشرت نفسي فإذا هي غير راضية بذلك، فقال: فأدخر ثُلثه، ولكن نفسي ما رضيت بهذا أيضاً، فقال: فأدخر رُبعه، فنظرت في نفسي فإذا هي لا تريد أن تترك العادات التي ألفتها.

 ثم أدبر ذلك الرجل في حنق وذهب في طريقه. ثم رأيت وكأن الأمور قد تغيرت، فرأيت نفسي في قطار سريع السير يدخل في نفق

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat