Kitaplar
رائد الشباب

 صاحبة الخلافة الأرضية والتي هي قصيدة حكيمة تعلن جميع تجليات الأسماء الإلهية، والتي هي معجزة للقدرة الباهرة، والتي كأنها بذرة حاوية لجهازات شجرة باقية، والتي فاقت الأرض والسماء والجبال والملائكة بحملها الأمانة الكبرى يلقي بها إلى درجة أحط من درجة الحيوان الفاني الزائل الضعيف العاجز، وينـزل بها إلى درجة أية لوحة تمحى بعجالة لا يرى لها أي معنى.

وخلاصة القول: إن النفس الأمارة من ناحية التخريب والشر مستعدة لأن تجني جناية لا نهاية لها. أما من ناحية الإيجاد والخير فقوتها ضئيلة وجزئية. نعم، إن المرء يمكن أن ينسف في يوم واحد قصراً لا يمكن أن يشيده في مائة يوم إلا أنه إذا ترك الإنسان أنانيته وطلب الخير والوجود والتوفيق من الله تعالى، وترك الشر والتخريب ولم يتكل على نفسه الأمارة واستغفر ربه وصار عبداً كما ينبغي، فيكون حينئذ مظهراً لسر آية: ﴿يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾ (فرقان: 70)  ويبدل استعداده لنهاية الشر بالاستعداد لمنتهى الخير، ويعود إلى أحسن تقويم، ويصعد إلى أعلا علييين.

فيا أيها الإنسان الغافل! انظر إلى فضل الله تعالى وكرمه حيث إنه كان مقتضى العدالة أن يكتب السيئة الواحدة التي تنتشر ألف سيئة والحسنة واحدة، أو لا يكتب أي شيء، ولكنه كتب السيئة واحدة والحسنة عشراً. وفي بعض الأحيان يزيدها إلى السبعين أو سبعمائة أو سبعة آلاف. واعلم من هذه النكتة أن دخول جهنم هو جزاء العمل وعين العدل، أما دخول الجنة فهو من محض فضله.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat