Kitaplar
رائد الشباب

 فيقول الصبي: أعطني هذا الدواء، فالطبيب حينذاك إما أن يعطيه الدواء الذي يريده أو يعطيه دواء أكثر نفعاً حسبما تقتضيه المصلحة، أو لا يعطيه أي شيء حيث يعلم أنه يضره.

فكذلك الحق جل شأنه بما أنه رقيب وعالم بكل شيء يستجيب دعاء العبد ويزيل دهشة وحشته ووحدته بالإجابة والحضور ويبدلها بالأنس ويقبل مطلبه أو يمنحه أعلى من ذلك أو يرده، وذلك حسب اقتضاء الحكمة الربانية لا حسب أهوائه المتحكمة وأمانيه الفاسدة.

وإن الدعاء عبادة وفوائد العبادة وثمارها إنما ترجع إلى الآخرة. وأما المقاصد الدنيوية فأوقات لذلك النوع من الدعاء وليست غاياتها. مثلاً: صلاة الاستسقاء ودعائه عبادة، وانقطاع المطر وقتها وليست هي والدعاء لأجل نزول المطر. فإن أديت تلك العبادة منحصرة لأجل نزوله لا تكون حرية بالقبول حيث لم تكن خالصة لوجه الله تعالى. فكما أن وقت غروب الشمس هو وقت صلاة المغرب، ووقت كسوف الشمس وخسوف القمر وقت صلاة الكسوف والخسوف، -أي إن استتار آيتي الليل والنهار إعلان لعظمته تعالى لذلك يدعو الناس إلى عبادته، وإلا فليست هذه العبادة لانجلاء الشمس والقمر الذي هو معلوم للمنجم-؛ فكذلك وقت انقطاع المطر هو وقت صلاة الاستسقاء، ووقت نزول البليات وتسلط الشرور هو وقت بعض الأدعية المعينة، حيث يدرك الإنسان حينئذ عجزه وفقره، ويلوذ بالدعاء والتضرع إلى باب القدير المطلق. واذا لم يدفع الحق سبحانه وتعالى تلك البليات والشرور مع كثرة الدعاء، فينبغي أن لا يقال: إنه لم يقبل الدعاء. بل يقال: مازال الوقت وقت الدعاء والتضرع ولم يصر قضاء. وإذا دفع بفضله وكرمه تلك

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat