Kitaplar
رائد الشباب

 لا تصل يده إلى ما يتمناه إما أنه سيبكي أو يطلب مأموله ذاك، أي يدعو بلسان عجزه إما قولاً أو فعلاً فيوفق لمقصوده ذاك؛ كذلك أن الإنسان في عالم ذوي الحياة بمنـزلة صبي نحيف لطيف. فلا بد له إما أن يبكي بعجزه وضعفه أو يدعو بفقره واحتياجه حتى يسخر له مقصده وأن يشكره على ما سخر له من مقاصده.. وإلا فإذا قال -كالصبي الأحمق الشرير الذي يصرخ من تلاحق الذباب له-: أنا أسخر هذه الأشياء التي لا يمكن له تسخيرها، والتي هي أقوى منه ألف مرة وأديرها بأفكاري وتصوري. وصار يكفر بنعم الله تعالى. فحاله هذه كما تنافى فطرة الإنسان الأساسية كذلك تسبب لأن يكون مستحقاً لعذاب أليم.

النقطة الخامسة: كما أن الإيمان يقتضي أن يكون الدعاء واسطة بين المؤمن وربه وتطلبه الفطرة الإنسانية أشد الطلب؛ كذلك أن الحق جل وعلا يقول في كتابه الكريم: ﴿قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ﴾ (فرقان: 77) ويقول في آية أخرى: ﴿اُدْعُونِي اَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (المؤمن: 60)

ولعلك تقول: إن الآية عامة تصرح بأن كل دعاء مستجاب، وكثيراً مّا ندعو فلا يستجاب لنا؟

فنقول: إن الاستجابة شيء وقبول الدعاء شيء آخر، لأن كل دعاء مستجاب إلا أن قبوله ومنحه عين المطلوب إنما هو منوط بالحكمة والمصلحة.

ولنضرب لهذا مثلاً: فلنفرض بأن صبياً أصابه مرض يقول للطبيب: انظر إلي.

فيقول الطبيب: لبيك! قل.... ما تريد؟

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat