Kitaplar
رائد الشباب

 والمعرفة ولا الاستعانة والدعاء بإظهار العجز والفقر، وإنما وظيفته الأساسية هو العمل والجد -أي العبودية الفعلية-.

أما الإنسان فيجيء إلى الدنيا، وهو محتاج إلى تعلم كل شيء لأنه لا يعلم شيئاً من قوانين الحياة وشرائطها، ولا يمكن أن يتعلمها بكاملها في مدة عشرين سنة، بل يبقى إلى آخر أيامه وهو مفتقر إلى كسب العلم والمعرفة، وإلى جانب ذلك يبعث إلى هذه الحياة في غاية من العجز والفقر، فلا يمكن أن يقوم على رجليه إلا في ظرف سنة أو سنتين، ولا يميز بين النفع والضر إلا في مدة خمسة عشر سنة. ثم بعد ذلك يمكن أن يقوم بجلب منافعه ودفع مضاره بالتعاون مع بني نوعه. فيتضح من هذا أن وظيفة الإنسان الفطرية إنما هي النبوغ والترقي بطريق كسب العلم والمعرفة والدعاء والعبودية، أي إدراك رحمة من يعينه بهذه الحكمة، وكرم من يربيه بهذا العطف وتصور أنه كيف يربي بهذه التربية اللطيفة، والتضرع بلسان العجز والفقر إلى قاضي الحاجات كي يقضي حاجاته الكثيرة التي لا تصل يده إلى واحدة من الألف منها. والابتهال والدعاء إلى الله تعالى، أي التحلق بجناحي العجز والفقر إلى مقام العبودية.

ومعنى هذا: أن الإنسان جاء إلى عالم الوجود حتى ينمو ويكتمل بالمعرفة والدعاء، وكل شيء بماهيته واستعداده له تعلق بالعلم والمعرفة. وأساس كل العلوم الخيرة ومعدنها وروحها هي معرفة الله تعالى، كما أن أسّ هذا الأساس هو الإيمان بالله جل وعلا، وإن الإنسان بعجزه وفقره المطلق متعرض لما لا يحصى من أنواع البلاء وتهاجم الأعداء. وله مطالب كثيرة وحاجات وفيرة، لذلك تكون وظيفة الإنسان الفطرية الأساسية بعد الإيمان الدعاء وهو رأس العبادة ومُخّها، فكما أن الصبي الذي 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat