Kitaplar
رائد الشباب

 ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا اَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إلى الظُّلُمَاتِ﴾ (البقرة: 257)

وإذا أمدته العناية الإلهية بالهداية ودخل قلبه نور الإيمان وتحطمت فرعنة النفس واستمع إلى كتاب الله فيشبه حاله حالي الثاني في الواقعة، فيشرق الكون ويمتلأ بنور الله تعالى، ويقرأ آية: ﴿اَللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَاْلاَرْضِ﴾ (النور: 35) وحينئذ لا يتخيل بأن الزمن الماضي مقبرة بل يرى أن الأرواح الطيبة الصالحة في كل عصر أدّت وظيفة عبوديتها وواجب حياتها تحت قيادة نبي أو طائفة من الأولياء، وقالت: (اَللهُ اَكْبَرُ) وطارت نحو المقامات العلى وذهبت نحو الاستقبال. وينظر نحو الشمال فيرى بمنظار الإيمان من بعيد وراء بعض الانقلابات البرزخية مثل الجبال قصور السعادة في بساتين الجنان. ويدرك بأن أمثال الأعاصير والزلازل والطاعون من حوادث الكون ما هي إلا عوامل تعمل بأمر الحق جل وعلا، وأن أمثال الأعاصير والأمطار في فصل الربيع، وإن كانت تبدو قاسية إلى أنها في الواقع محور لحكم عالية، حتى أنه يرى الموت مقدمة لحياة أبدية والقبر باباً مفتوحاً لسعادة سرمدية. وقس ما بقي على هذا.

النقظة الثالثة: إن الإيمان نور وقوة يمكن لمن ظفر به أن يبارز الكون، وينجو من إزعاج الحوادث ودغدغة النكبات، فيسير بهدوء وطمأنينة في سفينة الحياة التي تجري بين أمواج الحادثات المتلاطمة قائلاً: (تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ) تاركاً جميع ما يثقل كاهله ليد قدرة القدير المطلق، فيقطع طريق الدنيا خالي القلب، ويصل إلى البرزخ ويستريح. ثم بعد ذلك يمكنه أن يطير إلى الجنة للدخول إلى السعادة الأبدية

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat