Kitaplar
رائد الشباب

 وتنحصر قيمة هذا الإنسان في مادته الحيوانية وحدها. وغاية هذه المادة ونتيجنها -كما قلنا سابقاً- هي صرفه، -وهو أضعف الحيوانات وأكثرها احتياجاً وألماً- حياة جزئية في أيام محدودة. ثم بعدها يكون حطاماً رفاتاً، فيحطم الكفر هكذا ذاتية الإنسان ويبدلها من الألماس إلى الفحم.

النقطة الثانية: إن الإيمان نور يضيء الإنسان ويقرئ ما كتب عليه من المكتوبات الصمدانية ويضيء الكون. وينقذ الماضي والاستقبال من ظلمات العدم.

وأريد أن اكشف عن هذا السر بتمثيل تخيلته حينما قرأت آية:

 ﴿اَللهُ وَلِيُّّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ﴾ (البقرة: 257)

وهو أنه تخيلت جبلين شاهقين متساويين في الارتفاع قد بني بينهما قنطرة عظيمة تحتها واد عظيم، وكنت على تلك القنطرة، وكان الظلام قد عم جميع أرجاء الدنيا، فنظرت نحو اليمين فرأيت مقبرة عظيمة في ظلمات متكاثفة، ونظرت نحو الشمال فرأيت أمواجاً تصحبها أعاصير شديدة وتقلبات، ونظرت أسفل القنطرة، فرأيت جرفاً هاراً، وليس معي في ذلك الحين ما ينير أمامي في هذه الظلمات المدهشة سوى كهرباء يدوية ضعيفة، فأردت أن أضيء أمامي بها فوجهتها نحو وجهتي فاعترتني حالة مفجعة، فصرت وكأني أرى أمامي وحولي دواهي ووحوشاً كاسرة، وأينما وجهت تلك الكهرباء واجهت هذه الحالة، فتمنيت حينذاك عدمها حتى لا أرى هذه الحالة. فقلت في نفسي: هذه الكهرباء هي أكبر مصيبة لي وأخذني الغضب فضربتها في الأرض فرأيت أن تلك الظلمات قد تبدلت وانقشعت عن آخرها كأني أدرت مفتاح كهرباء تشرق

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat