بل تبديل مكان وترخيصاً من التكاليف الدنيوية وجواز سفر يصل به إلى مولاه الباقي وتأشير دخول للعالم الأبدي لعرفتم مدى تلذذه وامتنانه ومدى عزه وغنائه ومدى افتخاره وشرفه حيث إن كل أحد يفتخر بمكانة سيده، ويتشرف بالاستناد إليه. كما قلت لأخوتي الطلاب.

أقول للمسجونين أيضاً على سبيل التكرار: إن من يعرفه بالإيمان به ويطيعه فإنه سعيد، ولو كان في قعر الحبس والزنزان. وإن من نسيه ولم يعرفه ولم يطعه فإنه شقي ومتألم، وإن كان في القصور والحدائق، حتى أن مظلوماً سعيداً قال للظالمين الأشقياء حينما حاولوا شنقه: إني لا أعدم ولا أفنى، بل إنما أرخص راحلاً إلى السعادة الأبدية، ولأني أراكم محكومين بالإعدام الأبدي لأنكم ترون الموت عدماً وانقراضاً انتقم منكم تمام الانتقام، فنـزع منه الروح، وهو في هذه الحال مسرور ومتلذذ قائلاً: (لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللهُ)

﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا اِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ (البقرة: 32)