Kitaplar
رائد الشباب

 فدلالة قرآن الكون الأكبر ومجلة العالم على كاتبها ومؤلفها أكثر وضوحاً من دلالة ذلك الكتاب الإنساني على كاتبه ومؤلفه بدرجة كمال مجلة الكون من المجلة الإنسانية ودرجة أعظميتها منها وهكذا.. فكل علم من مئات العلوم بمقاييسه الخاصة ومراياه الواسعة ونظرته العبرية وعيونه الحادة الباصرة يعرف لنا خالق هذه الكائنات مع أسمائه ويعلمه بصفاته وكمالاته.

فقلت لأولئك الطلبة الشبان: إنما يكثر القرآن من تكرار مثل ﴿رَبُّ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ﴾ ﴿خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضَ﴾ لتدريس هذه الحقيقة المذكورة السامية ،وتعليم هذا البرهان الأنور الكاشف عن الوحدانية الإلهية، وتعريف خالق الأرض والسموات.

فقال الطلاب: شكراً لله على هذه الحقيقة القدسية، لقد انشرحت صدورنا بكمالها وتقوى إيماننا. فجزاك الله بها خير الجزاء، ورضي الله عنك.

فقلت لهم: إن الإنسان ماكينة حيوية ومصنع شعوري له ألوف الآلات والجهازات واللطائف والحواس، فكما يتألم بألوف أنواع الآلام والأكدار كذلك يتلذذ بشتى اللذائذ والأذواق، وأنه مخلوق عاجز في منتهى العجز مع أن له من الاعداء الماديين والمعنويين ما لا يعد ولا يحصى. وأنه مفطور على الفقر والعجز مع أن له ما لا يضبط عدده الأرقام من الحوائج الظاهرة والباطنة. وأنه يتدحرج بصفعات الفراق والزوال. فما دام أن ماهية الإنسان هكذا.. فلو انتسب بالإيمان والعبودية إلى خالقه وسلطانه العلي القدير، واتخذه ضد كل أعدائه نقطة استناد له، وضد جميع احتياجاته نقطة استمداد، ورأى بالإيمان أن الموت ليس إعداماَ أبدياً وشنقاً وإمحاء

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat