المسألة السادسة من الشعاع الحادي عشر
(هذه المسألة تشير باختصار إلى برهان واحد من بين ألوف البراهين اللامتناهية القاطعة للإيمان بالله والتي تم إيضاحها في مواضع كثيرة من رسائل النور).
جائني فريق من طلاب المدرسة الثانوية حينما كنت موضوعاً تحت الرقابة في مدينة (قسطموني) وقالوا: نريد أن تدلنا على كيفية معرفة خالقنا، لأن معلمينا لا يفيدون شيئاً بهذا الخصوص.
فقلت لهم: إن كل علم من العلوم الكونية التي تقرئونها يبحث عن وجود الله عز وجل دوماً، ويدلنا على خالق الكون بلغته الخاصة ومقاييسه المقررة، فاستغنوا عن المعلمين بالاستماع لحقائق هذه العلوم والاستفادة من جرسها. وإليكم بعضَ الأسئلة.
مثلاً: كما أنه لو كانت هناك صيدلية ضخمة، وفي كل علبة من علبها دواء هين بآلات وموازين حساسة خارقة، وفي كل قارورة من قواريرها خليط ومعجون حيوي، فكما أنها ترينا قطعاً صيدلياً حكيماً وكيميائياً ماهراً؛ كذلك فإن صيدلية الكرة الأرضية بما فيها من أربعمائة ألف نوع من قوارير الحيوانات والنباتات التي في كل منها خليط حيوي ومعجون دوائي، تُرى بمقاييس فن الطب -حتى ولأعين العمى أيضاً- صيدليها الحكيم ذا الجلال وتعرف خالقها العظيم بدرجة كمال صيدلية الكرة الأرضية بالنسبة للصيدلية الإنسانية وبدرجة أعظميتها منها.