استعمل باسم الحق سبحانه وصرف في طريقه ولأجله بمقتضى الإيمان فإنه ينال به إلى جنة أبدية في وسعة خمسمائة سنة.
وكذا إن الإيمان يأخذ زمام الاختيار الجزئي الذي ليس له أي نفوذ في الماضي والمستقبل من يد الجسم ويسلمه إلى القلب والروح.
ولعدم انحصار دائرة الروح والقلب في الزمان الحاضر كما في الجسد، ولدخول سنوات عديدة من الماضي وسنوات مثله من المستقبل في دائرتهما فإن ذلك الاختيار الجزئي ينطلق من الجزئية ويسبح كلياً، فكما يتدخل بقوة الإيمان في أعمق أودية الماضي، ويدفع هناك ظلمات الأحزان؛ كذلك يصعد ويطير إلى أعلى شواهق الاستقبال ويزيل أهواله.
فيا أيها الإخوان الشيوخ والأخوات العجز الذين تألموا من تعب الشيب! مادام –والحمد لله- أننا من أهل الإيمان، وأن في الإيمان هكذا خزائن حلوة نيرة لذيذة محبوبة وأن شيبنا يدفع بنا إلى هذه الخزائن. فمن الحتم علينا أن نقدم لله عز وجل ألوف شكراننا ولا نشكوه على شيبنا المنور بالإيمان.