Kitaplar
رائد الشباب

 فرأيت أنه كما لا يفيدني في أي من آمالي في المستقبل، كذلك لا يساعدني على تسكين الآلام الماضية.

وبينما كنت مضطرباً في وسط تلك الوحشة والدهشة واليأس والظلمة إذ أمدتني أنوار الإيمان اللامعة في سماء القرآن المعجز البيان، فنورت تلك الجهات الست وأضائت بحيث لو تضاعفت وتكاثفت تلك الظلمات الداهية الرهيبة أضعاف أصلها مائة مرة لكانت تلك الأنوار الإيمانية كافية لإماطتها ورفعها من البين. فبدلت تلك الظلمات والدواهي واحدة واحدة بتسليات ورجايا، وحولت الوحشة واليأس إلى الأنس والأمل. نعم، بدل الإيمان هيئة الزمان الماضي التي كانت مقبرة كبرى للموتى، وأراني حق اليقين أن الماضي مجلس منور مؤنس ومحتفل عظيم للأحباب.

وأراني الإيمان ذلك الزمان المستقبل الذي رأيته بنظرة الغفلة في شكل أكبر المقابر للأناسي القادمة أنه دار ضيافة رحمانية أحضرت لهم في قصور السعادة الخالدة المزينة. ومزق الإيمان وغير وضع الزمان الحاضر الذي كنت رأيته بنظر الغفلة على هيئة نعش لجنازتي.

وأراني شهادة وعياناً ان اليوم الحاضر متجر أخروي ونزل رحماني لضيوفه تعالى. وأراني الإيمان بأن تلك الثمرة الوحيدة لشجرة العمر التي رأيتها بنظرة غافلة على هيئة جنازتي ليست جنازة، بل إنما هي إطلاق لروحي التي هي مرشحة لسعادة أبدية ومظهر لحياة دائمة، وخروج لها من وكرتها القديمة الرثيثة إلى أن تسير وتجول في آفاق النجوم.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat