خاطرة ليلة القدر
نشير فيما يلي إلى حقيقة واسعة وطويلة الشرح خطرت ببالي في ليلة القدر ملخصاً إياها في نقطتين:
أولاً؛ إن النوع البشري في هذه الحرب العامة الثانية بما ظهر على يديه من أشد أنواع الظلم والاستبداد، وبما أحدثه من التخريبات الفظيعة والتذرع بخطأ شخص واحد لضرب المئات من الأبرياء، وفرض البؤس والشقاء عليهم، وبسبب حالة اليأس الرهيبة للمغلوبين، وهلع الغالبين وقلقهم حول إمكان أو عدم إمكان الحفاظ على سيادتهم وشعورهم بتأنيب الضمير لعدم مقدرتهم على إصلاح وتعمير تخريباتهم، وبما اتضح لعامة الناس من أن الحياة الدنيا فانية ومؤقتة، وأن زخارف المدنية خادعة ومخدرة، وبسبب الطعنات التي منيت بها الاستعدادات في الفطرة البشرية وماهيتها الإنسانية الرفيعة بصفة رهيبة، وبسبب تحطم الغفلة والضلالة والطبيعة الجامدة الصماء تحت ضربات سيف ألماس القرآن، وبعد افتضاح الصورة الحقيقية للسياسة الدولية الشائهة الغادرة التي إن هي إلا ستار خانق وخادع وواسع للغفلة والضلالة، وبما ظهرت من الأمارات في شمال العالم وغربه وفي القارة الأمريكية من أن الحياة الدنيا التي تتعشقها البشرية فانية وزائفة ومؤقتة.. لذلك كله فمما لا شك فيه أن الفطرة البشرية ستبحث عن معشوقها الحقيقي الذي هو عبارة عن الحياة الأبدية بكل قواها. وستبحث البشرية كذلك عن القرآن الكريم الذي مضى على نزوله ألف وثلاثمائة وستون سنة،