Kitaplar
رائد الشباب

 إليها المسلم لإنقاذ حياته الأبدية قد تعرضت للتزلزل والاهتزاز في هذا الزمن، فإنه مع اضطراره إلى ترك دنياه هذه بما فيها من الأصدقاء والأحباب تركاً أبدياً، يجد نفسه وجهاً لوجه أمام دعوى كسب أو خسران ملك باق أفضل وأكمل من هذه الدنيا آلاف المرات. فإذا لم تكن في يد المرء وثيقة الإيمان ولم يفز بالاعتقاد الذي هو ضمان برائته ومستندة على نحو صحيح ومتين، فإنه سيخسر تلك الدعوى. ويا تُرى أي شيء يستطيع أن يملأ ذلك الفراغ أو يعوض ذلك الخسران؟

وهكذا؛ وانطلاقاً من هذه الحقيقة، فإنه حتى لو تضاعف عقلي وفكري مائة درجة، وتضاعف عقول وأفكار إخواني بنفس النسبة، فأن ذلك قلما يكفي لإيفاء هذه الوظيفة القدسية العظمى حقها. أما النظر إلى المسائل الأخرى أو الاهتمام بها بالنسبة لنا يكون أمراً فضولياً ومما لا يعنينا كثيراً. بيدَ أن نظراً إلى أن بعض تلامذة رسائل النور وجدوا أنفسهم أمام دعاوى أخرى وإزاء تطاول واعتداء بعض الحمقى علينا بدون داع أو سبب. فقد اضطررنا أحياناً إلى الالتفات إليها[1] في حدود الضرورة.

ثم إن الالتفات إلى الدعاوى والصراعات الخارجة عن نطاق هذه الدعوى الحقيقية العظمى قلباً وفكراً أمر ضار جداً. وذلك لأن من يولي اهتمامه إلى مثل هذه الدوائر الساسية الواسعة المهيجة وينشغل بها، ينسى أنه مأمور بالعمل في نطاق دائرة ضيقة وقصيرة الأمد، فيتخلف عن القيام بالخدمات الهامة ضمن تلك الدائرة الضيقة، أو يعتريه الوهن وقلة النشاط

__________________________________________________

[1]  - يشير إلى دفاعه أمام المحاكم.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat