Kitaplar
رائد الشباب

 دائم في وسع كرّتنا الأرضية، تغطي ذلك الملك من أوله إلى آخره جنات فيحاء، وتتخلله قصور مزينة تجلب الألباب. وإذاً فإن أمام كل امرئ دعوى بحيث لو امتلك قوة وثروات دولتي الإنجليز والألمان وكان مع ذلك عاقلاً،، لصرف جميع ذلك من أجل كسب هذه الدعوى فقط، ولا شك أن من يصرف اهتمامه إلى أمور أخرى قبل أن يكسب تلك الدعوى، يعتبر مجنوناً سخيف العقل. ولقد بلغت شدة المخاطر التي تحيط بتلك الدعوى حداً، أن واحداً من أربعين شخصاً فقط ممن يوافيهم الأجل ويستدبرون الحياة، يستطيع كسب تلك الدعوى. أما التسعة والثلاثون الباقون فيخسرونها، كما يستفاد ذلك من مشاهدة أحد أرباب الكشف في موضع ما.

وهكذا؛ فاذا وجد محام لإكساب مثل هذه الدعوى العظيمة الهامة.. وإذا كان هناك مثل هذا المحامي الذي استطاع بتجاربه ذات العشرين سنة أن يكسب ثمانية أعشار تلك الدعوى لصالح المؤمنين فلا جرم أن كل إنسان يملك مسكة من عقل مكلف؛ بأن يوظف واحداً من أمثال ذلك المحامي، وأن يولى تلك القضية أهمية تعلو اهتمامه بسائر الأمور والأحداث.

وهناك آلاف الأدلة والشهود على أن رسائل النور النابعة والمترشحة من الإعجاز المعنوي للقرآن المعجز البيان واحدة من أولئك المحامين -بل ربما كانت في مقدمتهم- وعلى أن الآلاف قد ربحوا دعواهم بواسطتها.

وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان.. كل إنسان قد بعث إلى هذه الدنيا ليقوم بوظيفة معينة، وأنه ضيف فانٍ في هذه الحياة، وأن ماهيته متوجهة إلى حياة باقية مستمرة. ولما كانت الحصون المنيعة التي يلوذ 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat