Kitaplar
رائد الشباب

 شاهد يخبرون بأنهم لم يُشنقوا، وإنما اتخذوا أعواد المشنقة سُلماً للاجتياز والدخول إلى غرفة الجوائز. فهيا انظروا من النوافذ، لتروا كيف إن كبار المسؤولين والمشرفين على توزيع تلك الجوائز يعلنون بأعلى أصواتهم قائلين: كما رأيتم أولئك الذاهبين إلى المشنقة رؤية عيان بأم أعينكم، فلا يشكنّ أحدكم كما لا يشكون في وجود الشمس في رابعة النهار، بأن أصحاب ذلك الطلسم قد فازوا ببطاقة الجوائز.

أما توضيح المثال فهو أن الحلوى المسمومة إشارة إلى انسياق الشباب وراء المتع والملذات المحرمة شرعاً. وأما ذلك الطلسم أو البطاقة فهو يشير إلى الإيمان. فإذا أطاع المرء هواه وانصاع لتلك المتع والملذات المحرمة فسيفقد الإيمان الذي هو بطاقة أو وثيقة للفوز بالخزينة الأبدية والسعادة السرمدية، وسيسقط في هاوية القبر الذي هو بمثابة مشنقة له. وهو في حكم مدخل إلى الظلمة الأبدية بالنسبة له كذلك كما يُرى في الظاهر.

ثم لما كان الأجل سراً مبهماً، فليس هناك من شيء يستطيع أن يحول دون حضوره في أي لحظة ليزهق الروح دونما تفرقة بين الشباب والشيوخ. فإذا ضرب المرء صفحاً عن تلك الملذات المحظورة غير المشروعة التي تشبه العسل المسموم، وسعى إلى الحصول على ذلك الطلسم القرآني المعبر عنه بالإيمان والفرائض، فإن مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام)، وما لا يعدّ ولا يحصى من الأولياء وأرباب الحقيقة يخبرون ويبشرون بالاتفاق، على أنه يفوز بوثيقة الحصول على خزينة السعادة الأبدية الصادرة عن القدرة المسيطرة على مقدرات البشرية. ويظهرون آثاره كذلك.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat