Kitaplar
رائد الشباب

 أما حقيقة الموت التي نراها كل يوم وفي كل مكان الوفيات التي تطلعنا على مدى هولها ودهشتها، فإنني أريد أن أبينها لكم بمثال كما بينته لبعض الشبان الآخرين:

تصوروا مثلاً أمامكم ههنا أعواد نصبت للشنق. وبجانب تلك الأعواد دائرة مستقلة توزع جوائز سخية كبرى للمحظوظين، نحن هنا عشرة أشخاص سوف ندعى إلى هناك على كل حال سواء شئنا أم أبينا. ولكن بما أن توقيت الاستدعاء سرّ لا يعلمه أحد، فنحن في كل لحظة بانتظار واحد من احتمالين: فإما أن يقال (تقدم.. استلم وثيقة إعدامك واذهب إلى المشنقة) أويقال (تعال، خذ البطاقة الرابحة التي تحصل بموجبها على ملايين الدنانير من الذهب).

وبينا نحن هكذا في الانتظار، إذاً بشخصين مجهولين يتقدمان إلى الباب، أحدهما امرأة جميلة فاتنة نصف عارية في يدها قطعة من الحلوى الشهية جدّاً في ظاهر الأمر، لكنها مسمومة في الحقيقة تريد مناولتها إيانا. أما الآخر فهو رجل جدّي لا يخدع ولا يُخدع، يدخل على إثر دخول تلك المرأة علينا ويقول:

لقد أتيت لكم بطلسم، بدرس، إذا قرأتموه ولم تأكلوا من تلك الحلوى فستنجون من تلك المشنقة، وبهذا الطلسم تستطيعون الحصول على بطاقة تلك الجائزة الثمينة. وها أنتم أولاء ترون بأم أعينكم أن من ينال تلك الحلوى يذهب إلى المشنقة، وقبل أن يصل إلى هناك يصاب بمغص شديد تكاد تتقطع أمعاؤه من تأثير سموم تلك الحلوى. وأما الفائزون ببطاقة الجائزة، فعلى الرغم من أنهم لا يُرون، ويبدو للناظر أنهم يصعدون إلى منصّة المشنقة في الظاهر، إلاّ أن هناك أكثر من ألف مليون

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat