Kitaplar
رائد الشباب

 اللذة محظورة شرعا فانها تصبح حينئذ في حكم العسل المسموم تماما واذا فان الإنسان من حيث التلذذ بمتعة الحياة يهبط إلى مرتبة هي أدنى بمائة مرة من مرتبة الحيوان وليس هذا فحسب بل إن حياة أرباب الغفلة والضلالة ووجودهم وعالمهم إنما تنحصر في اليوم الذي يعيشون فيه. أما الأزمنه الماضية وما فيها من الخلائق فهي معدومة، ميتة، لا شيء، من وجهة نظرهم الضالة. ولكونهم عقلاء فإن مجرد خطورها بالبال يمطر على قلبهم حوالك الظلمات. وأما الأزمنة الآتية فهي معدومة بالنسبة لهم أيضاً. وذلك نظراً لعدم اعتقادهم. ولأنهم لا يعتقدون البعث، فإن الفراق الحاصل بالعدم يملأ حياتهم بظلمات قاتمة على الدوام طالما أنهم عقلاء يفكرون.

ولو أصبح الإيمان حياةً للحياة لاستنارت الأزمنة الغابرة والأزمنة المقبلة حينئذ بنور الإبمان، ولوجدت أسباب البقاء وأمدّتْ روح المرء وقلبه من نقطة الإيمان بالأذواق العلوية والأنوار الوجودية كالز من الحاضر.

وفي الرجاء السابع من (رسالة الشيوخ) إيضاح واف لهذه الحقيقة. فليراجع.

وهكذا، فهذه هي ماهية الحياة. فإذا كنتم تريدون لذة الحياة ومتعتها فأحيوا حياتكم بالإيمان، وزينوها بالفرائض، وحافظوا عليها بالاجتناب عن المعاصي.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat