اللذة محظورة شرعا فانها تصبح حينئذ في حكم العسل المسموم تماما واذا فان الإنسان من حيث التلذذ بمتعة الحياة يهبط إلى مرتبة هي أدنى بمائة مرة من مرتبة الحيوان وليس هذا فحسب بل إن حياة أرباب الغفلة والضلالة ووجودهم وعالمهم إنما تنحصر في اليوم الذي يعيشون فيه. أما الأزمنه الماضية وما فيها من الخلائق فهي معدومة، ميتة، لا شيء، من وجهة نظرهم الضالة. ولكونهم عقلاء فإن مجرد خطورها بالبال يمطر على قلبهم حوالك الظلمات. وأما الأزمنة الآتية فهي معدومة بالنسبة لهم أيضاً. وذلك نظراً لعدم اعتقادهم. ولأنهم لا يعتقدون البعث، فإن الفراق الحاصل بالعدم يملأ حياتهم بظلمات قاتمة على الدوام طالما أنهم عقلاء يفكرون.
ولو أصبح الإيمان حياةً للحياة لاستنارت الأزمنة الغابرة والأزمنة المقبلة حينئذ بنور الإبمان، ولوجدت أسباب البقاء وأمدّتْ روح المرء وقلبه من نقطة الإيمان بالأذواق العلوية والأنوار الوجودية كالز من الحاضر.
وفي الرجاء السابع من (رسالة الشيوخ) إيضاح واف لهذه الحقيقة. فليراجع.
وهكذا، فهذه هي ماهية الحياة. فإذا كنتم تريدون لذة الحياة ومتعتها فأحيوا حياتكم بالإيمان، وزينوها بالفرائض، وحافظوا عليها بالاجتناب عن المعاصي.