وما نجاحك في الأمور الدنيوية إلا كمثل صائغ يهودي أصيب بالخبل في قواه العقلية فيشترى قطع الزجاج بسعر الماس. وكذلك الأمر بالنسبة لك، فلأنك تستبدل حياة مديدة مستمرة رغدة بزمن قصير منقطع محدود. فمن الطبيعي أن يكون لك نجاح ضمن ذلك النطاق. وبما أنك تتوجه بحسياتك إلى دقيقة واحدة من الحرص والمحبة والانتقام الشديدة تُوجّهك سنة كاملة فلا غرابة في أن تتفوق مؤقتاً على المتدينين.
كما أنك بسبب ترك قيام عقلك وروحك وقلبك وأحاسيسك بوظائفها السامية وبسبب مشار كتها في أعمال النفس الرذيلة وأهوائها الدنية وعونها لها، تتغلب على المؤمنين في الدنيا وتُرى محبوباً في الظاهر. وهذا، لأن عقلك وقلبك وروحك قد هبطت إلى أقصى درجات التدني والتردي وانقلبت إلى هوس دني ونفس ممسوخة ورذيلة. ومن هذه الجهة فلا بد أن تكون لك غلبة مؤقتة تكسبك جهنم وتكسب المؤمنين المظلومين الجنة.