Kitaplar
رائد الشباب

 منظر واعتبار

 

كنت جالساً في يوم من الأيام في نافذة سجن (أسكيشهر). وكانت في مواجهة السجن مدرسة ثانوية للبنات، فكانت فتيات المدرسة يلعبن وير قصن في فناء المدرسة، ولما رأيتهن كذلك تحولن في نظري إلى حور جهنم في جنة تلك الدنيا. ولكن تراءى لي فجأة ما سيكون عليه حالهن بعد خمسين سنة فأخذ ضحكهن شكل بكاء مفجع؛ حيث سرح بي الخيال إلى ما بعد خمسين سنة وكأنني أنظر إليهن على شريط سينمائي. فوجدت الخمسين من تلك الفتيات البالغ عددهن ستون يتعذبن في القبر وقد أكل التراب جسدهن. وأما العشرة الباقية فقد أصبحن عجائز شمطاء في السبعين من العمر؛ يبعث قبحهن المرء على التقزز والاشمئزاز. فبكيت بدوري على حالهن.

ثم تراءت لي كذلك فتنة آخر الزمان، تلك الفتنة التي يعود السبب في جاذبتها وفظاعتها إلى قلة حياء النساء حيث تسلب إرادة المرأ وترمى به إلى جحيم السفه كالفراشة. وتحمل المرأ على ترجيح دقيقة واحدة من الحياة الدنيوية الفانية على سنوات من الحياة الباقية الأبدية.

ولقد شاهدت نموذجاً مؤثراً لتلك الفتنة وأنا أنظر إلى الشارع أحد الأيام، فأشفقت عل الشبان كثيراً وقلت: إن هؤلاء المساكين لا يمكنهم أن ينقذوا أنفسهم من نار هذه الفتنة التي تشبه المغناطيس في الجذبة. وبينما كنت أفكر على هذا النحو تجسد أمامي فجأة شخص معنوي أبو 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat