Kitaplar
رائد الشباب

 التي يستشعرها كل واحد منهم وهو ينتظر كل لحظة من يناديه: (تعال خذ ورقتك) لذةٌ بحيث لو تجسمت تلك اللذة المعنوية وأصبحت نواتها شجرة لكانت بمثابة جنة خاصة لذلك المؤمن المنتظر. فإذا كان الأمر كذلك فإن من يترك تلك اللذة والمتعة العظيمتين ويختار تلك اللذة المؤقتة غير المشروعة المحفوفة بالألم والتي تشبه العسل المسموم منساقاً بذلك وراء سفه الشباب وهوله، فإنه يهيط إلى مستوى هو أدنى من ميتة الحيوان مائة مرّة. وهو لا يكون كالملاحدة الأجانب. لأنهم وإن أنكروا الرسول (رسولنا) يمكن أن يؤمنوا بغيره. وإن لم يؤمنوا بالرّسل فقد يؤمنون بالله.. وإن لم يؤمنوا بالله فقد تكون لهم بعض الخصال الحميدة التي تكون مداراً للكمالات.

أما المسلم فإنه لا يعرف الرسل ولا ربه ولا الكمالات البشرية إلاّ بواسطة النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم. فكل من ترك تربيته وخرج عن دائرة دينه فلا يمكن أن يعترف بأي نبي أو يؤمن بالله ولا يعرف أي أسس تحفظ الكمالات في روحه. وذلك لأن من يترك الأسس التربوية والأصول الدينية التي جاء بها آخر الأنبياء وأفضلهم والذي يشمل دينه ودعوته جميع البشرية، ويفوق بدينه ومعجزاته عامة الأنبياء، وأثبت بصورة رائعة على مدى أربعة عشر قرناً أنه أستاذ ومعلم للنوع البشري بأكمله في جميع الحقائق، فأصبح ذلك كله مفخرة للبشرية. فإن من يترك تلك الأسس لا يمكنه أن يحرز أي نور أو كمال بأي وجه ومحكوم عليه بالسقوط المطلق.

وهكذا، فيا أيها المبتلون بملذات حياة الدنيا؛ ويا أيها البؤساء الذين يبذلون جهدهم لضمان مستقبلهم وحياتهم بالقلق على المستقبل! 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat