Kitaplar
رائد الشباب

 . أفليس القلق النفسي الذي يحسه ذلك الرجل بتصوره المخاطر التي قد تواجهه كافياً لقطع شهيته عن الطعام؟ فإذا كان الأمر هكذا، فما بالك بإخبار مئات الألوف من المخبربن الصادقين المصدقين إخباراً يصل احتمال صدقه مائة بالمائة بأن الضلالة والسفه سببان أكيدان لمشنقة القبر والسجن الانفرادي الأبدي التي هي أمام الأعين. وأن الإيمان والعبودية كفيلان برفع تلك المشنقة وإغلاق باب ذلك الحبس المنفود، وتحويل ذلك القبر الماثل للعين دوماً، إلى خزينة أبدية وباب مفتوح إلى قصر من قصور السعادة باحتمال مائة بالمائة؟ فها هي قد أخبر أولئك المشاهدون هذه القضية تأييداً بإرائه وإثبات الدلائل والأمارات والآثار. فإذاً إزاء أمر عجيب وغريب ومدهش وعظيم كهذا، ماذا يكون موقف الإنسان وبخاصة الإنسان المسلم.. فلو منح إنسان واحد سلطنة الدنيا وجميع مباهجها ولذاتها فهل بإمكان ذلك أن يرفع ألم وقلق ذلك القبر الماثل للعين دوماً، وينتظر دور ندائه إليه لولا الإيمان والعبودية؟

ومادامت الشيخوخة والمرض والمصيبة والو فيات التي تحدث هنا وهناك تحدث في نفس الإنسان ذلك الألم المرعب وتُنذره به. فمن الؤكد أن أرباب السفه والضلالة حتى لو فازوا بمئات الألوف من اللذات فإن ذلك الجحيم المعنوي يعيش في قلوبهم ويحرقها، إلاّ أن ستار نشوة الغفلة الصفيق يحول دون استشعارهم ذلك مؤقتاً.

وما دام أن أهل الإيمان والطاعة يرون في القبر الماثل أمام عيونهم باباً مفتوحاً إلى خزينة أبدية وسعادة دائمة، ومع ذلك قد منحت لهم بطاقة ربح عظيم في دائرة المقدرات الأزلية تستطيع أن تكسبهم ملايين الجواهر الثمينة بوثيقة الإيمان، فإن اللذّة العميقة الحقيقية الراسخة والمتعة الروحية 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat