Kitaplar
رائد الشباب

 بالاسم الأعظم وبتجليه وتوحى بان هذه الذرات كسائر الموجودات تجول بموازين حساسة في غاية الدقة حسبما خطه القدر وتلقته من الأوامر التكوينية الصادرة من القدرة كأنها تستعد للذهاب إلى عالم أسمى،[1] فكان الأجسام الحية مدارس أو ثكنات أو قصور ضيافة للذرات تأخذ دروسها وتتعلم وكما قد قيل في (المقالة الأولى): إن كل شيء وكل ذرة وكل طائفة من الذرات تقول بلسان حالها: {بِسْمِ اللهِ اَجُولُ} نعم، كل ذرة في أول جولتها -كما فهم من هذه النقط الثلاثة- تقول: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أي بسم الله وحوله وقوته {اَجُولُ}. وفي نهاية جولانها ككل مصنوع تقول بلسان حالها: {اَلْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي إن ريشة قلم القدرة تترائى في نقش كل صنعته التي كأنها قصيدة مدح وثناء. وبعبارة أخرى: كل ذرة كأنها رأس إبرة تدور على صفحة الفونغراف فتنطق المصنوعات بقصائد الحمد والثناء وتتسلى بنشائد التسبيح.  

﴿دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين﴾ (يونس: 10)

_______________________________________________________________

[1]  - إذ أن بث نور الحياة في هذا العالم الكثيف السفلى وإشعاله بفعالية دائمة حتى إن إشراق نور الحياة بكثرة في أخس المواد والأجسام المتعفنة من جديد وجعل تلك المواد لطيفة نورانية ومنجلية بنور الحياة تشير قريباً من الصراحة إلى أنه تعالى يذيب ويحيي ويجلي ويحسن هذا العالم الصلب الجامد بنور الحياة لعالم نظيف لطيف عال حيوي جداً كأنه تعالى يزينه لأن يذهب إلى عالم آخر لطيف.

فالذين يرون الحشر الإنساني يوم القيامة بعيداً عن العقل لو نظروا بنور القرآن لرأوا أنه يترائى قانون قيومية محيط يقدر أن يحشر جميع الذرات كوحدة جيش ويتصرف فيها بمرئى منا.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat