Kitaplar
رائد الشباب

 بذرات الحيوانات فجعلها رزقاً للإنسان، ثم بعد ذلك فجعل ذرات الإنسان في مختلف المصافي فبنى ويبني بها أشرف أعضاء الإنسان من القلب واللب.

ثالثاً؛ إنه تعالى جعل من بين ذرات الأجسام الحية ذرات لطيفة وضيئة وجعل لها مزايا عالية كذرات بذر النبات والشجر فكأنها هي روح لسائر الذرات التي تتكون معها في تلك النباتات والشجرة وعنصر أساسي للشجرة العظيمة. فتعالى هذه الطائفة من ذرات شجرة كبيرة إلى هذه الدرجة وعملها فيها في مختلف أطوارها وأحوالها ينبئ عن أنها تنال ما تناله من الدرجة والنور والنمو حسب تجلي الأسماء لحركات تلك الذرات حين أداء وظيفتها الفطرية.

وخلاصة القول؛ أنه تعالى جعل لكل شيء مقاماً يليق به واستعداداً يسعى به للوصول إلى ذلك المقام وهذا القانون كما هو مطرد في الحيوان والنبات كذلك هو مطرد في الجماد أيضاً حيث يتطور التراب فينقلب ألماساً أو غيره من الأحجار الكريمة. ويتبين من هذا الحقيقة ناحية من قانون الربوبية العظمى.

وإنه تعالى يمنح الحيوان الذي يستخدمه في عملية التناسل أجرته من اللذة والذوق كما يمنح سائر ما يستخدمه في شتى الوظائف كالنحل والعندليب من العشق والحب والتطلع إلى الكمال، ويلوح من خلال هذا ناحية من قانون كرمه وجوده العظيم.

وإن حقيقة كل شيء ناظرة إلى اسم من أسمائه تعالى ومرتطبة به وهي كالمرآة له وجمال وضعها مترتب على جمال ذلك الإسم ومقتضاه 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat