Kitaplar
رائد الشباب

 الخامسة؛ إن الحق جل وعلا بقدرته يحرك الذرات ويديرها ويجعل لها عملاً معيناً فتعمل في انسجام وانتظام حكيم وتسبح في زمن محدود وفي أرض محدودة تسبيحاً لا حد له. ويبرز تجليات جماله وجلاله وكماله غير المتناهية، ويخلق كثيراً من الحقائق الغيبية والثمرات الأخروية والنقوش المثالية الباقية ويصور ما اعتراه الفناء والعدم. يعمل كل هذا حتى يعلن الكمالات الإلهية والتجليات الجمالية والجلالية والتسبيحات الربانية غير المتناهية في هذه الأرض المحدودة والزمن المحدود.

فتبين من هذا أن الذي يحرك الذرة وينقلها من طور إلى طور ويستنتج منها هذه المقاصد السامية والحكم العالية هو الواحد الأحد، وإلا فيلزم أن يكون لكل ذرة دماغ كالشمس. وقد ظن الفلاسفة من قلة إدراكهم أن تنقل الذرات التي لها ألوف الوظائف -أمثال هؤلاء الوظائف المذكورة- مصادفة ليس له أي مغزى. وزعموا أن لهذه الذرات التي تذكر الله وتدور كالمجذوب المولوي دورتين: أحداهما دورة نفسية، وأخراهما دورة آفاقية. إنما تجول وتلعب كالممسوس من غير قصد وإرادة. وقد تلخص من هذا أن علم الفلسفة ليس بعلم، وإن حكمة الفلاسفة ليست بحكمة، وإنما هي جهالة.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110
Fihrist
Lügat