Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 : ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ (فصلت: 11) أي أيتها الأرض وأيتها السماء! ائتيا طوعاً وكرهاً واستسلماً لحكمتي وقدرتي، واخرجا من العدم إلى معرض الوجود! فقالتا: أتينا طائعين وسنؤدي بحولك وقوتك الوظيفة التي توكلها إلينا.

فانظر إلى هذه الأوامر الحقيقية النافذة التي تتضمن قوة الأمر وعلويته فهل يمكن أن تقاس هذه الأوامر الإلهية بصورة الأوامر التي يقولها الإنسان للجمادات.. مثل «اسكني يا أرض، وانشقي يا سماء، وقومي أيتها القيامة» وأين الآمال التي تتولد من التمني والأوامر التي لا معنى لها التي تتولد من الآمال؟ أين هي من أمر الآمر النافذ أمره. نعم، أين أمر الآمر العظيم، النافذ أمره، الصادر لجيش هائل مطيع حينما يقول: إلى الأمام من عين الأمر الذي يصدر من رجل عادي. فهذان الأمران وإن كانا في الصورة واحداً إلا أن الفرق بينهما كالفرق بين الرجل العادي وبين القائد العام للقوات المسلحة.

وقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يس: 82) وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ﴾ (البقرة: 34) أولاً انظر إلى الأمر الذي هو من كلام البشر، فسيترائى لعينيك أنه كالحباحب إذا ما قيست بالشمس. نعم لا يقاس بين تصوير العامل عمله وهو يمارس العمل، وبيان الصانع صنعته وهو يصنع وبين بيان المحسن إحسانه في آن إحسانه -أي التوحيد بين قوله وعمله- أعني أنه يرى ما يفعله ويسمعه ويقول: فعلت هذا وافعل هذا كذا، فعلت هذا لكذا. يكون هذا كذا. لذلك افعل هذا هكذا.

وإليك هذا المثال: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ. وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat