Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 كما تدعون لامتدت أياديهم إلى عرش الربوبية، وظهرت علائم ذلك ولاختل النظام. ولكن الأمر بعكس هذا، حيث إن جميع المخلوقات من السموات إلى الحيوانات الميكروبية من كليها إلى جزئيها من كبيرها إلى صغيرها تسبح بألسنة نقوش الأسماء وتجلياتها مسماها ذا الجلال والإكرام، وتقدسه من الشريك والنظير.

نعم، إن السماء بكلمات شموسها وأقمارها، ونجومها النيرة، وحكمتها وانتظامها تقدسه وتشهد على وحدته. كما أن الجو بصوت سحائبه وكلمات بروقه ورعوده وقطراته. والأرض بحيواناتها ونباتاتها وكلمات ذوي الحياة تقدسه وتشهد على وحدته. أضف إلى ذلك أن كل شجرة بكلمات أوراقها وزهورها وثمارها. وكل مخلوق صغير ومصنوع جزئي مع صغره وجزئيته يدل على الأسماء الكلية بإشارات نقوشها وأحوالها. وتسبح مسماها ذا الجلال والإكرام، وتشهد على وحدانيته. فالكائنات بمجموعتها تسبح الخالق ذا الجلال بلسان واحد، وتشهد على وحدانيته وتؤي من غير نقص وخلل وظائف العبودية التي أوكلت إليها.

أما الإنسان الذي هو خلاصة الكون ونتيجته، وخليفة الله فيه فهو على عكس هذا.. يكفر بالله ويشرك به، فيستحق لهذا جزاء كبيراً نتيجة عمله السيء، ولكي لا يقع به في اليأس والقنوط يبين حكمة عدم هدم الكائنات على روؤسهم بما يجترحونه من الأعمال السيئة الشنيعة وتمكينهم منها، فيقول: ﴿اِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُوراً﴾ ويفيد بهذه الخاتمة حكمة الإمهال ويجعل باب الأمل مفتوحاً.

وأظن أنك أحطت علماً من هذه الإشارات ولمعات الإعجاز، بحيث إن دهاة علماء البلاغة عضوا على أصابعهم وشفاههم حيرة وعجباً أمام هذا الأسلوب البديع وقالوا: «ليس هذا من كلام البشر» وآمنوا إيماناً حقاً بقول الله عز وجل: ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ (النجم: 4)

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat