Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 والذين صاروا بذلك يمجدونه ويحمدونه حمداً لا نهاية له. زين الأرض والسماء بما لا يحد من النعم والآلاء التي تحمد بلسانها الفاطر الرحيم. وبعد ذلك يقول: إن الفاطر الذي أعطى الأجهزة والأجنحة للإنسان والحيوان والطير حتى تسيح في مدن الأرض وممالكها، والذي أعطى الأجنحة لساكن النجوم والسموات - الملائكة- لكي تسيح وتطير في قصور النجوم وأبراج السموات، لابد وأن يكون قادراً على كل شيء. إن الذي يعطي الجناح للذبابة حتى تطير من ثمرة إلى ثمرة أخرى، والعصفور حتى يطير من شجرة إلى شجرة أخرى، هو الذي يعطي الجناح للملائكة حتى تطير من الزهرة إلى المشتري. ومنها إلى زحل.

فتشير كلمات ﴿مَثْنَى وَثُلَثَ وَرُبَاعَ﴾ إلى أن الملائكة ليست منحصرة بجزئية ولا يقيدهم مكان، كما هم عليه أهل الأرض. بل يمكن أن تكون في آن واحد في أربعة نجوم أو أكثر. فهذه الحادثة الجزئية، أي حادثة تجهيز الملائكة بالأجنحة تشير إلى قدرة الله العظيمة المطلقة الشاملة، وتؤكدها بفذلكة ﴿اِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

الإشارة العاشرة: نكتة البلاغة. إن القرآن يذكر في بعض الأحيان ما اقترفه الإنسان من السيئات فيزجره زجراً شديداً. ثم يعقب ذلك ببعض من الأسماء الحسنى التي تشير إلى الرحمة الإلهية. وذلك حتى لا يزجه ذلك الزجر في اليأس والقنوط.

مثاله قوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَبْتَغَوْا إِلَى ذِى الْعَرْشِ سَبِيلاً. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً. تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَاْلأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾ (الإسراء: 42-44) فهذه الآية تقول: قل لهم لو كان لله شركاء في ملكه كما 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat