Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 في هذه المرة على رأسها، ثم يقول لها: «لم يبق لك أية وظيفة على وجه الأرض، واذهبي إلى جهنم وكوني ناراً على الذين عبدوك، واتهموا مأموراً وفيّاً مثلك بعدم الوفاء والخيانة) ويقرأ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ بسواد وجهها في وجهها.

الإشارة التاسعة: نكتة البلاغة. إن القرآن الحكيم يذكر في بعض الأحيان بعضاً من المقاصد الجزئية. ثم لكي يحول تلك الجزئيات إلى القاعدة الكلية، ويسوقها إلى الذهن، يأتي بعد ذلك بالأسماء الحسنى ويؤكدها بها، وإليك بعضاً من الأمثلة:

منها، قوله تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِى زَوْجِهَا وَتَشْتَكِى إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ (المجادلة: 1) يقول القرآن هنا: إن الحق سبحانه وتعالى سميع، يسمع كل شيء. حتى ليسمع باسم السميع تلك الحادثة الجزئية، حادثة شكاية امرأة تشتكي زوجها وتحاورك في شأنه، إنه ليسمع باهتمام باسم الرحيم وينظر بجد باسم الحق إلى هذه الدعوى الحقة، دعوى تلك المرأة التي تتجلى فيها الرحمة، والتي هي معدن حقيقة الرأفة والشفقة. فأنت كما ترى أتى بهذين الاسمين الذين هما من أسماء الله الحسنى ليحول ذلك المقصد الجزئية إلى قاعدة كلية. ويفيد بأن الذي يسمع ويراها لابد وأن يكون يسمع ويرى كل شيء، لابد وأن يهتم رب هذه الكائنات بأمر المخلوقات المقهورة والضعيفة. ويسمع شكواها واستغاثتها، وإلا فلا يكون ربا له،ا فهو ليس برب لها. فجملة ﴿اِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ يبين حقيقتين عظيمتين.

ومنها، قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ اْلأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ (الإسراء: 1) 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat