Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 تعالى في فصل الربيع نموذج لنشر الصحف كما فيها نماذج أخرى. وذلك أن لكل شجرة مثمرة أعمالاً ووظائف وعبادات، تكتب مع تاريخ حياتها في بذورها. ثم بعد ذلك تظهر للوجود في ربيع آخر وأرض أخرى. وتذكر بلسان الشكل والصورة التي ظهرت فيه أعمال أمهاتها وأصولها كما تنشر صحيفة أعمال أغصانها وعروقها وأوراقها وزهورها وثمارها. فالذي يفعل هذه الأفعال أمام أعيننا، راعياً الحكمة، حافظاً بكل ما كان في الأصول، مدبراً شؤنها ومربياً لها: هو الذي يقول: ﴿وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ وقس سائر النقط على هذا، واجتهد في ذلك ان كان في وسعك..

وأوضح لك هذا المثال أيضاً ليكون عوناً لك عليه: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ يشير هذا الكلام بلفظ التكوير الذي يفيد معنى اللف والجمع إلى تمثيل ظاهر كما يومئ إلى نظيره. وذلك أن الحق سبحانه وتعالى رفع حجب العدم والأثير والسماء، وأخرج جوهرة الشمس التي تضيء الدنيا من خزينة رحمته وأعرضها على الدنيا. وبعد طي هذه الدنيا سيلف جوهرة الشمس في لفائفها وسيرفعها.

وأيضاً إن الشمس مأمورة إلهية تبث متاع الضوء في الكون وتلف النور والظلمة مناوبة على رأس الأرض. وحينما يحين المساء تطوي ذلك المتاع وتختفي، كما تقلل من بيعها وشرائعها عند ما يغطي وجهها السحاب، أو يحول القمر بينها وبين الأرض فتطوي دفاتر معاملاتها. وفي يوم من الأيام لابد من أن تبتعد عن هذه الوظيفة التي تقلدتها. حتى إنه لو لم يكن سبب لابتعادها عن هذه الوظيفة سوى النقطتين الصغيرتين اللتين هما في وجه الشمس، واللتين أخذتا في الازدياد والنمو لكفتا لها في ذلك. وذلك بأن يرد ذلك الضوء الذي لفته على رأس الأرض بإذن الله ويلفه 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat