Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 ثم بعد ذلك يفيد بتعبير: ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ (يس: 83) أن زمام كل شيء بيده، ومفتاح كل شيء عنده، يقلب الليل والنهار والشتاء والصيف بكل سهولة كما يقلب صحائف الكتاب، الدنيا والآخرة لديه بمثابة غرفتين، يسد باب هذه ويفتح باب الأخرى.

ثم بعد ذلك يأتي بنتائج هذه الدلائل قائلاً: ﴿وَاِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (يس: 83) أي سيحييكم في قبوركم ويسوقكم إلى الحشر ويحاسبكم أمام كبريائه. هذه الآيات كما ترى هيأت العقل والقلب للإيمان بالحشر والتصديق به، حيث أتت بالنظائر التي خلقها الله تعالى في الدنيا.

ويذكر القرآن في بعض الأحيان الأفعال الأخروية بأسلوب يرمز إلى الأفعال الدنيوية. حتى لا يبقى مجال للإنكار والاستبعاد. مثلاً: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ (التكوير: 1) إلى آخر السورة. و﴿إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ﴾ (الانفطار: 1) إلى آخرها. و﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ﴾ (الانشقاق: 1) إلى آخرها.

فالقرآن يذكر في هذه السور الانقلابات العظيمة والتصرفات التي ستكون يوم القيامة بأسلوب يوميء إلى نظائرها التي رآها الإنسان في الدنيا -كالخريف والربيع-فيقبل القلب بسهولة تلك الانقلابات التي تثير الدهشة ولا تسعها حوصلة العقل. والإشارة -حتى إلى المعنى الإجمالي لهذه السور- تؤدي إلى الإطناب. لذلك سنوضح معنى كلمة واحدة لتكون مثالاً يحتذي.

مثلاً، تفيد كلمة ﴿وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ (التكوير: 10) أنه ستنشر أعمال كل أحد يوم البعث في صحيفة واحدة. وهذه القضية في حد ذاتها عجيبة لا يرى العقل إليها سبيلاً، إلا أنه في الحشر الذي يخلقه 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat