Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 إن القرآن الحكيم يذكر في هذا البحث مسئلة الحشر ويثبته في ثمان صور مختلفة.

فأولاً: يبحث عن النشئة الأولى، ويقول: أفلا ترون أنكم أنشئتم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم جعلتم بشراً سوياً، فكيف تنكرون النشئة الآخرة؟ فهي مثلها أو أهون منها.

ثانياً: يشير الحق سبحانه وتعالى بكلمة: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً﴾ (يس: 80) إلى الألطاف الإلهية التي منحها للإنسان.. وكأنه يقول: الذي يمنحكم هذه الألطاف لا يترككم سدى ويجعلكم تنامون نومة الأبد.. ويقول بطريق الرمز: أنتم ترون هذه الأشجار التي كانت ميتة كيف اخضرت وسرت فيها الحياة.. فلم لا تقيسون عظامكم على هذه الأشجار وتستبعدون حياتها.

ثالثاً: يقول: إن الذي خلق السموات والأرض كيف يعجز عن خلق ثمرة السموات والأرض وهي الإنسان، كيف يعجز عن إحيائه وإماتته. وكيف يتعهد الشجرة وينظم شؤنها ثم يهملها ويترك ثمرتها للغير؟ أتظنون أنه سيجعل شجرة الخلقة التي عجنت بجميع ذراتها بالحكمة عبثاً ويترك ثمرتها. ثم يقول: إن الذي سيحييكم يوم الحشر هو الذي ينقاد له الكون ويطيعه وهو رهن إشارته، إذا قال له كن فيكون. يتساوى عنده خلق الربيع وخلق الزهرة كما يتساوى خلق جميع الحيوانات وخلق الذبابة، فلا ينبغي تحدي قدرته قائلاً: ﴿مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ﴾؟ ( يس: 78) 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat