Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 ﴿اَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ أي تقول الملائكة أنت العليم: علّمت آدم فغلبنا. والحكيم: تعطينا حسب استعدادنا وتعطيه حسب استعداده.

ومن أمثلة المعنى الثاني قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِى اْلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِى بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ. وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَاْلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل: 66-69) تعرض هذه الآيات أن الله تعالى جعل للإنسان من الضأن والمعز والبقر والإبل وأمثالها من المخلوقات عيوناً خالصة صافية لذيذة من الحليب. ومن أمثال العنب والتمر اطباقاً من النعمة وجفاناً لطيفة لذيذة حلوة.. كما جعل من أمثال النحل -التي هي مع صغرها معجزات القدرة- العسل الذي هو شفاء للناس إلى جانب لذته وحلاوته.

ثم بعد ذلك يحث في آخر الأمر على التفكر والاعتبار وقياس غيرها عليها بقوله: ﴿إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

الإشارة السادسة: نكتة البلاغة. إن الآية في بعض الأحيان تعدد أحكام الربوبية في الكثرة، الكثيرة، ثم بعد ذلك تجمعها في نقطة توحدها، أو يضعها في قاعدة كلية.

ومن الأمثلة قوله تعالى: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمٰوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ (البقرة: 255) إن القرآن يأتي بعشر من طبقات التوحيد المختلفة الأشكال في آية الكرسي، ثم يضيف إليها جملة ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ (البقرة: 255) فيقطع بكل حزم عرق الشرك، ويسد الباب في وجه الغير. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat