Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 وتفيد بأن الرزاق الحقيقي يأتي بأرزاق الناس من خزائن رحمته. وتثبت هذا بإتيان بعض المقدمات حيث تقول: إن رزقكم منوط بحياة الأرض، وحياة الأرض منوطة بالربيع، وهو في يد من يسخر الشمس والقمر والليل والنهار.. فجعل تفاحة رزقاً حقيقياً لأي إنسان كان، إنما هو من صنع من يملأ الأرض بمختلف الثمار. وهو الرزاق الحقيقي. وبعد هذا كله يجمل القرآن تلك الأفعال المفصلة بهذه الجملة فيقول: ﴿وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (آل عمران: 27)

الإشارة الرابعة: نكتة البلاغة. إن القرآن يذكر في بعض الأحيان المخلوقات مرتبة.. ويفيد بعد ذلك أن في المخلوقات نظاماً وميزاناً تنتج تلك المخلوقات عنهما. فيكشف الحجاب ويزيد في الأمر وضوحاً. ويشف من تحت هذا الترتيب شعاع الأسماء الإلهية. كأن تلك المخلوقات ألفاظ وهذه الأسماء معان لها.. أو كأن هذه الأسماء بذور ثمرات الخلقة أو روحها.

مثلاً: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا اْلإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ (المؤمنون: 12- 14) يذكر القرآن خلقة الإنسان وأطواره العجيبة الغريبة المنتظمة المتوازنة. يذكرها وكأنها المرآة يترائى فيها قول: «تبارك الله أحسن الخالقين» كأن نفسها توحي بنفسها. حتى كان احد كُتاب الوحي حينما يكتب هذه الآية قال هذه الجملة: «فتبارك الله أحسن الخالقين» قبل أن تجيء فذهب به الظن مذاهب شتى إلى أن قال: «ما أدري هل نزل علي الوحي»؟ وما هذه إلا نتيجة لكمال الكلام السابق وشفافيته وانسجامه. فيترائى الكلام قبل أن يجيء. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat