Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 الإشارة الأولى: مزية الجزالة. إن القرآن الحكيم يعرض ببيانه المعجز أفعال الله وآثاره للأعين ثم يستنبط الأسماء الإلهية من تلك الأفعال والآثار. أو يثبت مقصداً من مقاصد القرآن الأصلية كالحشر والتوحيد. ومن أمثلة المعنى الأول: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي اْلاَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى اِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْئٍ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 29) ومن أمثلة المعنى الثاني: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً﴾ (النبأ: 6-8) إلى ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً﴾ (النبأ: 17) ففي الآية الأولى يعرض الآثار الإلهية التي تدل بغاياتها ونظمها على علمه وقدرته تعالى كما تدل المقدمات على النتيجة والمقصود. ويستنبط منها اسم «العليم». وفي الآية الثانية يذكر أفعال الله تعالى الكبرى وآثاره العظمى ويستنتج منها يوم الفصل (الحشر). وقد شرحنا هذه القضية في (النقطة الثالثة من الشعاع الأول من الشعلة الأولى).

الإشارة الثانية: نكتة البلاغة. إن القرآن يفتح منسوجات الصنعة الإلهية ويعرضها لانظار البشر، ثم يطوي المنسوجات في الفذلكة ضمن الاسماء الالهية أو يتركها للعقل. ومن امثلة الاول: ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ﴾ فهو يقول أولاً: من الذي هيأ السماء والأرض، وجعلها كالخزائن لرزقكم، فأنزل من هناك الماء، وأخرج من هنا الحبوب، أممن يملك غير الله تعالى أن يجعل هذه السماء العظيمة والأرض خادمين لحكمه؟ فله الحمد والشكر وحده. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat