Kitaplar
رسالة المعجزات القرآنية

 الشعلة الثانية

ولها ثلاثة أنوار

النور الأول

 ثبت بشهادة علم البيان والمعاني وشهادة أمثال الزمخشري والسكاكي وعبد القاهر الجرجاني من علماء البيان: أن لمجموع القرآن المعجز البيان سلاسة رائعة، وسلامة فائقة، وتسانداً متيناً، وتناسباً محكماً، وبين جملها وهيئاتها تعاوناً قوياً. وآياتها ومقاصدها تجاوباً عالياً. مع أنه هناك تسعة عوامل هامة تكون السبب في انعدام ذلك التجاوب والتعاون والتساند والسلاسة والسلامة، حتى إن هذه العومل عضدت تلك السلاسة والسلامة والتساند. ولكن تلك العوامل أظهرت بعض مقتضياتها وخرجت برؤسها من وراء ستار النظام والسلاسة. وذلك لتدل على معان ذات قيمة ومغزى، كالبراعم التي تظهر على الشجرة المنسقة المتساوية الأطراف، تظهر لا لتخل باتساقها وتناسبها، بل لتعطي ثمارها التي بها يتم كمالها وجمالها. وتلك العوامل هي ما يلي:

إن القرآن المبين نزل نجوماً وأقساطاً حسب الحاجات والوقائع، نزل في مدة ثلاثة وعشرين سنة، ولكنه مع ذلك يوجد بين كلماته وجمله تناسب قوي كأنه نزل دفعة واحدة.

وإن القرآن جاء في مدة ثلاثة وعشرين سنة حسب الأسباب المختلفة المتباينة، ومع ذلك يترائى فيه التساند والوئام التام من كل جوانبه وكأن سبب النـزول واحد.

وإن القرآن جاء جواباً لأسئلة متفاوتة مكررة، ولكنه يتبين فيه الاتساق والاتحاد التام كأنه جواب سؤال واحد. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125
Fihrist
Lügat